محمود هيكل يكتب ... لغة القلوب التي لا تَشيخ

الحب ليس حكرًا على مرحلة عمرية أو زمان معين، بل هو إحساس خالد يتجدد مع كل نظرة صادقة وكل لمسة حانية. وهو القوة التي تدفع الإنسان للعطاء بلا مقابل، والتضحية بلا تردد، لأنه في حقيقته مشاركة وجدانية عميقة تتجاوز المظاهر.
أما الرومانسية فهي الوجه المشرق للحب، وهي القدرة على جعل اللحظات العادية استثنائية، وإضفاء لمسة من السحر على الحياة اليومية. قد تكون الرومانسية في رسالة صباحية، أو فنجان قهوة يُقدَّم بابتسامة، أو كلمة تشجيع في وقت الانكسار. إنها تلك الأفعال البسيطة التي تقول "أنا هنا من أجلك" دون أن تنطق بها.

الحب والرومانسية لا يقتصران على العلاقات العاطفية بين الأزواج أو المحبين، بل يمكن أن يكونا في الصداقة، وفي حب الأسرة، وفي الاهتمام بمن نحب. فالصدق والوفاء هما جوهر هذه المشاعر النبيلة.

الحب والرومانسية هما البلسم الذي يخفف آلام الحياة، واللون الذي يزين أيامنا. قد تتغير أشكال التعبير عنهما من جيل لآخر، لكن جوهرهما يبقى ثابتًا: قلب ينبض بإخلاص، وروح تعرف كيف تمنح السعادة. لذلك، علينا أن نحافظ على هذه المشاعر حية في حياتنا، وأن نتذكر دائمًا أن أجمل ما في الحب هو أن نعيشه بصدق ونمنحه بكرم.

الحب ياسادة … ليس كلمة تُقال ولا وعدًا يُكتب على ورق، إنه أنفاس تتسع لروحك، وملاذ دافئ حين يبرد العالم.
هو تلك اللحظة التي ترى فيها عينيه فتشعر أن العمر بأكمله قد توقف ليتأمل المشهد.

والرومانسية ياسادة … ليست باقات ورد تُهدى ولا شموع تُضاء فحسب، هي أن يراك مُتعبًا فيغطيك بالصمت والطمأنينة،
أن يقرأ حكايتك من ملامحك قبل أن تنطق، أن يمنحك أمانًا أكبر من أي حضن.
الحب الحقيقي لا يصرخ، إنه يهمس في قلبك: "أنا معك"، ويثبت ذلك كل يوم،
في التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق،
في المسافات التي تقصرها دعوة صادقة،
وفي الغياب الذي لا يمحو الود.

وفي النهاية.. الرومانسية… ليست برفاهية، بل غذاء الروح، تجعل الأيام العادية مدهشة، وتحوّل لحظة عابرة إلى ذكرى لا تُنسى.
أما الحب هو أن تجد نصفك الآخر، وتُبقيه حيًّا بداخلك، حتى لا يشيخ قلبك، ولا تخبو روحك مهما طال الطريق.